كل مقالات iacsas

الأمراض العضوية

الأمراض العضوية: تعريفها ومراحلها 


1- الأمراض الشائعة التي تصيب الهيكل العظمي للإنسان

العظام هي الجزء الصلب في الإنسان وتعتمد في نموها وبنائها الصلب على مادة الكالسيوم والفيتامين C.

ومن الأسباب الرئيسية لأمراض العظام:

  • نقص في بعض المواد الحيوية للعظام للكالسيوم والفيتامينات
  • الكتلة الزائدة (السمنة) التي تضعف عظام الإنسان عن حملها
  • اختلال نظام التوازن الغذائي
  • إصدار حركات مفاجئة أو منافية لطريقة عمل هيكل الإنسان
  • قلة الماء في جسم الإنسان
  • هشاشة العظام بسبب التقدم في السن أو قلة الحركة.

المرض الأول: جفـاف السائل الغضروفي

هذا المرض أصبح منتشرا كثيرا في الآونة الأخيرة، وخصوصا بالنسبة لكبار السن، فالسائل الغضروفي هو ذلك السائل اللزج الذي تنتجه غدد المفاصل ليمنع احتكاك العظام، ويتواجد تقريبا في كل المفاصل، وفي العمود الفقري كذلك، وهو يجف مع الوقت، وبفعل حركة الإنسان، ولكن غدة المفاصل تنتجه مرة أخرى حتى إذا أصبحت الغدة غير قادرة على إنتاج هذا السائل بفعل موت خلاياها، أصبح الأمر  مرضا، فكلما نقص جزء من السائل الغضروفي لا يعاد إفرازه مرة أخرى، ويدوم الحال هكذا حتى يلتقي المفصل بالمفصل فيحدث بينهما الاحتكاك مما ينتج أمراضا أخرى منها: التآكل، والهشاشة، وغيرها.. كما أن جفاف السائل الغضروفي قد يكون سببا رئيسيا في اختلال تراتبية العمود الفقري.

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: بداية جفاف السائل الغضروفي الموجود بين المفاصل بفعل الحركة، وبفعل عامل الزمن لأن هذا السائل يجدد تقريبا كل سنة ليحافظ على لزوجته، وعلى فعاليته التي تمنع حصول الاحتكاك بين العظام والمفاصل، والتي تسهل وتيسر حركة الإنسان وتجعلها سلسلة دون ألم ولا عناء.
  • المرحلة الثانية: توقف الغدة الغضروفية عن إنتاج هذا السائل بفعل سببين رئيسيين:

السبب الأول: موت خلايا، وضعف الغدة، وهذا أمر طبيعي لأن إفراز الغدة لهذا السائل يضعف ويقل بعد سنين طويلة.

والسبب الثاني: هو الانحناء المتواصل للعمود الفقري، مما يؤدي إلى إيقاف سريان السائل الغضروفي إلى الجهة التي يحصل عليها الانحناء، وبالتدريج يتوقف إنتاج السائل الغضروفي في نصف الغدة، وبعد ذلك في الغدة كلها.

  • المرحلة الثالثة:  الجفاف الكامل للسائل الغضروفي وحصول الاحتكاك بين العظام والمفاصل، وهذا ما يولد ألما شديدا وصعوبة في الحركة، وبطءً فيها. ويعالج هذا المرض طبيا إما بعملية جراحية يعاد فيها تنشيط الغدة، وخصوصا غدد الركبتين لأنهما الأقل إنتاجا بين كل غدد السائل الغضروفي الأخرى، وإما بإعطاء مسكنات أو أدوية مساعدة على إفراز السائل الغضروفي مرة أخرى، ولكن هذا العلاج في حالة عدم توقف كل خلايا الغدة المنتجة للسائل الغضروفي أما إذا توقفت، فغالبا ما يحتاج الطب إلى إجراء عملية جراحية.

المرض الثاني:  مـرض تسوس العظام

ويكون على شكل ثقب صغير ينخر داخل العظم ويصاحبه ألم شديد قد يجعل الإنسان غير قادر على الحركة نهائيا وهذا المرض يكون ناتجا في الأصل عن هشاشة داخلية في العظام أو قد يكون ناتجا عن ضعف التغذية أو اختلالها فتختل فعالية المواد التي تكون قوة العظام وصحتها ويحصل هذا المرض عن طريق ثلاث مراحل.

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: تبدأ بألم بسيط يجعل الإنسان غير قادر على تطبيق الحركات الكاملة للمفصل المصاب مثلا إذا أصيب العمود الفقري للإنسان فإنه لا يستطيع الوقوف مستويا وإذا أصيبت مفاصل ركبتيه فإنه لا يستطيع أن يثنيها ثنيا كليا ومن أعراض هذا المرض أنه يسبب ألما بسيطا يذهب ويأتي وقد يصاحب الإنسان في الليل فيمنعه من النوم.
  • المرحلة الثانية: يبدأ ثقب الحاصل في العظام في إصدار ألم مفاجئ كصعقات الكهرباء وينخر العظم ويتغرق فيه إما بسبب احتكاك المفاصل أو بسبب سوء التغذية أو بسبب جفاف ماء الغضروف
  • المرحلة الثالثة:  عندما ينتقل التسوس من المفصل الأول إلى المفصل الثاني بسبب احتكاك المفاصل الناتج عن جفاف الماء الغضروفي فيصابان بالتسوس معا وذلك الاحتكاك يزيد الألم ويزيد دخول التسوس في العظم وهذه مرحلة خطيرة جدا حيث يصبح المريض غير قادر عن الحركة نهائيا بل ويصبح الألم دائما ولا يفارقه أبدا ولا يستطيع أن يقوم بأي حركة في جسده بأي عضو إلا ويؤلمه المكان المصاب

المرض الثالث: مرض هشاشة العظام

وغالبا ما يكون هذا المرض ناتجا عن التقدم في السن وعن السمنة الزائدة أو عن عدم توازن التغذية، ومن أعراض هذا المرض أن المريض يشعر بتعب مستمر في كل جسده وخصوصا في المنطقة التي يعتريها الضرر، ويشعر كذلك بالتعب والإرهاق الشديدين كلما قام بمجهود بسيط، ثم تتطور الأعراض ليتملك الألم المفاصل بداية ثم سائر العظام وهذا ما يجعل الإنسان معرضا للكسر، ولنفاذ الماء الغضروفي، وهذا المرض قد يؤثر على الدورة الدموية للإنسان، وعلى عضلات جسمه كذلك، ويجعلها غير قادرة على بذل أي جهد, وغالبا ينتهي الأمر بالمريض إلى القعود على كرسي المرض في حالة تشبه الشلل شيئا ما .

المرض الرابع: اختلال تراتبية العمود الفقري للإنسان

ننتقل بإذن الله تعالى إلى المرض الرابع الذي قد يصيب الهيكل العظمي للإنسان وهو مرض: “اختلال تراتبية العمود الفقري للإنسان”، وهذا المرض قد يجعل الإنسان دائم الانحناء لا يستطيع أن يقف وظهره مستويا، وذلك راجع لاختلال إحدى فقرات العمود الفقري للإنسان حيث تخرج عن مكانها بقليل، وتَجُرُّ معها الفقرات القريبة منها، ليصبح ظهر الإنسان بذلك مقوسا نحو الأعلى أو مائلا نحو اليمين أو اليسار، وغالبا هذه الحالة لا تعالج في الطب الحديث إلا بعملية جراحية حيث يتم إعادة تراتبية فقرات الهيكل العظمي يدويا إلى مكانها ثم إغلاق الجرح بعد ذلك.

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: حين يقوم الإنسان بحركة مفاجئة أو برفع الأثقال دون تسخينات مسبقة فتحيد الفقرة عن مكانها قليلا، ولا يشعر الإنسان بخطورة الأمر في البداية حيث يعتريه ألم خفيف، ثم يعود إلى حالته الطبيعية حتى إذا مرت فترة يومين أو ثلاثة، انتقل إلى المرحلة الموالية.
  • المرحلة الثانية: عندما يمر زمان قصير على الإصابة يصبح من الصعب على الإنسان أن يقيم ظهره مستويا فتظهر عليه علامات المرض واضحة آنذاك، ويعود إليه الألم من جديد لكن هذه المرة بشكل أقوى.
  • المرحلة الثالثة: تتطور إصابة العمود الفقري ويزداد انزياح الفقرات عن مكانها فكلما زاد الإنسان انحناء زادت الفقرات خروجا عن مكانها، وهنا يصبح الألم الذي يعتري المصاب دائما، ولكن ليس من الضروري أن تظهر الإصابة على الشكل الخارجي للإنسان بل قد تكون حاصلة وهو لا يدري، ولكن قد يظهر الأمر في المرحلة الأخيرة.

المرض الخامس والأخير: تآكل العظام

هذا المرض ناتج في الأصل عن التهاب المفاصل أو عن جفاف الماء الغضروفي الذي يؤدي إلى الاحتكاك والتآكل حيث تنقص كتلة العظام أو قد يزول منها جزء معين وذلك نتيجة التهاب سابق وهذا المرض غالبا ما يصيب المفاصل

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: هي التهاب العظام حيث تسلط مكروبات مجهرية على الغشاء السطحي للعظم تسبب له الالتهاب والألم وهذه المكروبات تضعف قوة القشرة الخارجية للعظم فتبدأ تلقائيا بالتفتت
  • المرحلة الثانية: يؤدي اختلاط فتات العظام مع ماء الغضروفي إلى إيقاف إنتاجه فيجف هذا الماء مع مرور الزمن وتنتقل المكروبات المجهرية إلى داخل العظم المصاب ذاته ثم إلى عظم المفصل الثاني فيبدأ كذلك بالتآكل وتنقص كتلته.
  • المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الأخطر عندما تصل مكروبات الالتهاب الى داخل العظم فيتآكل خارجه ويبدأ داخله بالتفتت أيضا فيلتقي المفصلان بسبب جفاف الماء الغضروفي حيث يحدث الاحتكاك بينهما في فتزيد حدة تآكل العظام وتزيد شدة الألم كذلك وهذا المرض قد يصيب:
  • فقرات العمود الفقري
  • بما في ذلك فقرات الرقبة
  • مفاصل اليدين والمرفقين
  • وغالبا ما يصيب الركبتين لأن الماء الغضروفي فيهما قليل الإنتاج بالمقارنة مع باقي المفاصل في جسد الإنسان

2- الأمراض التي تصيب المعدة:

المعدة هي بيت الداء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أصل الأمراض فقد تتسبب في أمراض الكبد والرئتين والدورة الدموية والقلب لذا فهي عضو مهم في جسد الإنسان ومهمتها هي تخزين الطعام وتحويله عن طريق سائل حمضي إلى فتات وتنقله إلى الأمعاء ليحولوه بعد ذلك إلى سائل، وهذه المعدة قد تصاب بأمراض كثيرة بسبب كثرة التخمة، وبسبب عدم توازن التغذية، أو تناول مواد ضارة بالمعدة مؤدية للتسمم.

المرض الأول: مرض التخمة والانتفاخ

المرض الأول الذي قد تصاب به معدة الإنسان: هو مرض التخمة والانتفاخ ، وقد يؤدي هذا المرض إلى إنتاج غازات ضارة داخل المعدة بحيث يزيد حجمها ويزيد انتفاخها ويعسر الهضم، وهذا المرض قد يتسبب للإنسان في إيقاف توازنه الغذائي، أو التقليل من الأكل بسبب الانتفاخ، وعدم وجود مكان في المعدة له، وهكذا ينتقل التأثير إلى الأعضاء الأخرى في الجسم فتنقص فيها المواد التي تضمن نموها واستمرارية أداءها لوظيفتها، وهذا المرض يحصل للإنسان عن طريق ثلاث مراحل.

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: الأكل الزائد عن حده وغير المتوازن حيث يملأ الإنسان معدته كاملة بالطعام، ووقت تحويل الطعام إلى فتات يتراوح ما بين أربع إلى ست ساعات، وبسبب مدة  مكوث الطعام في معدة الإنسان يزداد حجمها وتتكون فيها غازات ضارة بها.
  • المرحلة الثانية: دوام هذه الحالة لمدة طويلة تؤدي إلى عسر في الهضم وإلى قلة في إفراز السائل الحمضي فتزداد مدة مكوث الطعام في المعدة، ويؤدي هذا إلى انتفاخ أكبر مصاحب للألم، والشعور بالتعب في كل الجسد.
  • المرحلة الثالثة: هي إفراز الغازات بشكل مستمر فتصبح معدة الإنسان منتفخة ومملوءة بالغازات سواء أكل أم لم يأكل. وحتى لو أكل شيئا بسيطا فإنه يعسر هضمه، وتتحول مواده كذلك إلى غازات، ويتحول البعض القليل منه إلى فتات، وهكذا يصبح الشعور بالتخمة والانتفاخ دائمين عند الإنسان مما يسبب له أمراضا أخرى سنتطرق إليها بإذن الله عز وجل.

المرض الثاني: عسر الهضم

ننتقل إلى المرض الثاني الذي قد يصيب المعدة، وهو عسر الهضم، هذا المرض ناتج في أصله عن ضعف إفراز السائل الحمضي الذي يحول الطعام إلى فتات، وهذا المرض إذا دام مدة طويلة قد يتحول إلى مرض أخطر، وهو تسمم المواد الغذائية في معدته بسبب عدم تحولها السريع إلى فتات

من أعراض هذا المرض:

دوام الطعام في معدة الإنسان لمدة طويلة، وشعوره بعسر في الهضم وألم خفيف أثناء ذلك. مع مغص يصيب المعدة بسبب انتقال الطعام إلى الأمعاء، وهو غير مفتت بشكل كلي، ويؤدي هذا إلى مرض الأمعاء كذلك.

 مراحل هذا المرض

  • المرحلة الأولى: الإكثار من الطعام فوق جهد المعدة فلا يستطيع السائل الحمضي تحويله كله إلى فتات، فيتحول جزأه ويسري إلى الأمعاء، ويبقى الجزء الآخر مشكلا مغصا وعسرا في الهضم.
  • المرحلة الثانية: تتأذى غدة إنتاج السائل الحمضي من هذه التخمة الشديدة، فيصير إفرازه ناقصا عما كان عليه، وخصوصا إذا دام هذا الحال مدة طويلة.

المرض الثالث: الالتهاب الجرثومي

هذا المرض راجع في الأصل إلى سوء التغذية، وإلى تناول مكونات مضرة بأحشاء الإنسان قد يؤدي تطور هذا المرض إلى التسمم، وهو غالبا ما يصيب الإنسان في البداية دون ألم، حيث يشعر بعدم الرغبة في الأكل حتى وإن لم يأكل شيئا، ثم بعد ذلك يشعر بحموضة في معدته، يليه انتفاخ.

 مراحل هذا المرض

  1. وصول الالتهاب الجرثومي إلى فم المعدة حيث يستقر في أعلاها، ويفقد الإنسان شهيته في الأكل، وإذا تطورت الحالة قد يؤدي إلى القيء المتواصل والمصحوب بالحمى.
  2. انتشار جراثيم الالتهاب في كافة أنحاء المعدة، وانتقالها إلى الأمعاء، وهنا يبدأ شعور الإنسان بالألم الشديد في معدته وفي أمعاءه أيضا، يليه شعور بالضعف والتعب والإسهال.
  3. تطور المرض إلى امتلاك المعدة برمتها، وتعمل هذه الجراثيم في هذه المرحلة على جعل أي طعام داخل إلى المعدة مضرا، وهكذا يصبح الإنسان متضررا من أي طعام أكله وحتى لو كان مفيدا، وبكميات قليلة ومنتظمة

المرض الرابع: قرحة المعدة/ مرض الحموضة الزائدة:

حيث تفرز المعدة السائل الحمضي أكثر من اللازم، ويؤدي ذلك إلى التقاء حموضة السائل مع الجدار الداخلي للمعدة، وخصوصا إذا كان البطن فارغا من الطعام، وإذا استمر الأمر مدة طويلة فقد يتقب جدار المعدة لأن حموضة السائل الحمضي مرتفعة ولا يتحملها جدار المعدة الفارغة، فالمألوف أن هذا الحمض ينتج بالكميات المناسبة لهضم الطعام الموجود داخل المعدة، أما إذا أصبحت المعدة دائما ممتلئة، والسائل الحمضي يفرز دائما ليهضم طعام المعدة الممتلئة فإن خلايا هذا السائل تتعود على إفراز الحمض، وحتى إن توقف الإنسان عن الأكل لفترة طويلة فإن المعدة تظل تفرز السائل الحمضي بسبب تعود الإنسان على الأكل المتواصل حيث إن المعدة لا تفرغ من الطعام لمدة شهور وربما أعوام، ولهذا نجد أن أصل كل أمراض المعدة هو الإفراط في الطعام وفي الأكل، ولو حافظ الإنسان على أوقات محددة للأكل وواظب عليها فإن المعدة تعتاد على إفراز السائل الحمضي في وقت الهضم وتمتنع عن إفرازه بعد ذلك، وحتى لو خالف الإنسان هذا النظام وأكل حتى أصبحت معدته ممتلئة لا تفرغ اليوم كله فإن السائل الحمضي يظل يفرز اليوم كله، وإذا لم يأكل غدا فإن المعدة تتوقف عن إفرازه، أما إذا ظل الأكل بهذه الطريقة العشوائية فمن المستحيل أن تتوقف المعدة عن إفراز السائل الحمضي، حتى وإن لم يكن داخلها طعام تهضمه وهذا يعود بالضرر على جدارها الداخلي.

المرض الخامس: مرض التصلب

من الأمراض التي قد تصيب المعدة أيضا مرض التصلب الذي يؤدي إلى الإمساك، ويلحق ضررا كبيرا بالأمعاء، حيث يرسل الطعام دون تفتيت إلى الأمعاء، وهذا راجع إلى تصلب جدران المعدة، وخصوصا الجدار الداخلي لها، فأثناء الهضم يساعد تحرك شعيرات جدران المعدة في تحويل الطعام إلى فتات، ولكن قد تتوقف هذه الحركة لعدة أسباب، منها:

قلة شرب الماء. وعدم تناول الألياف النباتية التي ترطب جدران المعدة، وغيرها.. وقد يتطور هذا التصلب من اصلب للجدار الداخلي فقط إلى تصلب للجدار الخارجي، وهذا ما يُسبب عدة أمراض منها: عسر الهضم، ومنها كثرة القيء، ومنها: نزول الطعام إلى الأمعاء دون تفتيت، ولا يمكن لإفرازات الأمعاء القيام بهضم المعدة فينتقل المرض إلى الأمعاء كذلك، وقد تصاب بأذى في جدارها الداخلي الذي قد يتطور فيما بعد إلى ثقب، ويحصل هذا المرض عن طريق ثلاث مراحل:

 مراحل هذا المرض

  • المرحلة الأولى: تصلب الجدار الداخلي للمعدة، حيث تصبح شعيراته غير قادرة على القيام بمهمة هضم الطعام.
  • المرحلة الثانية: يؤثر هذا التصلب الداخلي على الغلاف الخارجي للمعدة كذلك، فتتصلب وتجف تلقائيا من الحمضيات والإفرازات المعدية.
  • المرحلة الثالثة: عدم قدرة المعدة على هضم الطعام، فإما تعيده عن طريق المرئ على شكل قيء كامل غير متحول، وإما ترسله إلى الأمعاء صلبا دون هضم، وبهذا نُعَرِّض الأمعاء للضرر كذلك.

3- الأمراض التي تصيب الرئة والتنفس

الرئة هي من أهم أعضاء الإنسان وهي المسؤولة عن التنفس الذي هو من ضروريات الحياة ولكن قد تعتري الرئة أمراض كثيرة، منها: ضيق التنفس، ;والربو، وتصلب العروق والشرايين الموصلة للهواء، ومنها كذلك: دخول الميكروبات والجراثيم والفيروسات إلى شعيرات القصبة الهوائية وغيرها من الأمراض، وهذه هي الشائعة منها.

المرض الأول: مرض ضيق التنفس

ننتقل بإذن الله إلى المرض الأول الذي قد يصيب الرئة وهو مرض: ضيق التنفس الناجم عن تصلب الشعيرات في القصبة الهوائية، وذلك بسبب دخول ميكروبات أو فيروسات قد تكون موسمية أو بسبب المرض الذاتي للقصبة الهوائية التي تضعف قابلية إيصالها الهواء إلى الرئتين. 

 مراحل هذا المرض

  1. عدم قدرة القصبة الهوائية على إيصال الهواء للرئة بسبب الشعيرات الدقيقة الموجودة داخلها.
  2. وصول كمية بسيطة من الهواء فقط إلى الرئة، وتلك الكمية لا تَكْفِ كل أعضاء الجسم، فتحاول إعادة طلب الهواء مرة أخرى.
  3. الشهيق والزفير المتكررين، لكن مع كل شهيق لا تصل إلا كمية قليلة من الهواء فيؤدي ذلك إلى طلب الهواء بصيغة أسرع، فتتسارع دقات القلب، ويكثر الشهيق والزفير ولو كان الهواء الذي توصله القصبة الهوائية إلى  الرئة كافيا لما احتاجت الرئة إلى طلب الهواء مجددا بهذه السرعة.

المرض الثاني: الــــــــــربــــــــــــــــــــــــو

ننتقل إلى المرض الثاني الذي قد يصيب الرئة أو الجهاز التنفسي للإنسان عامة، وهو مرض الربو، أو الحساسية المفرطة الذي يعاني منه أغلب الناس فهذا المرض قد يكون نقصا ملازما للإنسان منذ ولادته، وقد يعتريه في كبره بسبب تعرضه لبعض الحساسيات التي تثير هذا المرض وتغذيه إلا أن الفرق بين مرض الحساسية والربو ، فالأولى موسمية وتكون نتيجة مؤثرات طبيعية كحبوب اللقاح الصغيرة مثلا، والثاني يكون مرضا مزمنا يصاحب الإنسان طيلة حياته.

ومن أعراضه:

 أنه يجعل تنفس الإنسان ضيقا، ويجعل وصول الهواء إلى الرئتين أمرا عسيرا، وهو غالبا ما يصيب الشباب، أو الذين هم في سن المراهقة، وقليلا ما يصيب الذين تجاوزوا هذا السن إلا أنه قد يصيب الشيخ العجوز استثناء في بعض الحالات، وذلك راجع لضعف في جهازه التنفسي.

 مراحل هذا المرض

  1. تستقر المؤثرات الخارجية ـــــ مثلا: حبوب اللقاح، أو ما يسبب الحساسية مؤقتا ـــــ داخل شعيرات القصبة الهوائية ويسبب الحساسية للإنسان لفترة معينة، وغالبا ما تكون فترة المراهقة.
  2. تخرج بعض هذه المؤثرات لكن البعض يدخل داخل الشعيرات التنفسية فيعسر خروجه، ويتحول بعد ذلك إلى بكتيريا ضارة تعتري الجهاز التنفسي بأكمله. وتتكاثر كل يوم .
  3. عندما تصل هذه البكتيريا إلى مداخل الرئة وتستقر هناك، يصير التنفس المُصاب عسيرا ويحتاج إلى جهد كبير. وإذا قدَّر الله قد يتسبب هذا المرض في الوفاة، وخصوصا إذا وصل الإنسان إلى سن الشيخوخة، ولم يعد قادرا على بذل الجهد الكافي لإيصال الهواء إلى الرئتين. إلا أن هذا المرض قد يُهَدَّأ ولا يعالج حتى الآن في الطب لحديث عن طريق رشاشات تعطل حركة البكتيريا الربو لمدة قصيرة، قد تتراوح بين ساعة وثلاث ساعات.

المرض الثالث: تصلب العروق والشرايين الموصلة للهواء

المرض الثالث الذي قد يصيب الجهاز التنفسي للإنسان وهو مرض تصلب الشرايين الموصلة للهواء إلى الحويصلات الرئوية ، وهذا المرض قد يكون ناتجا عن ضعف رئوي خلق مع الإنسان منذ ولادته، وقد يكون ناتجا عن داء يصيب تلك الشرايين ذاتها فتجف وتتقلص، فيعبر الهواء عن طريقها بصعوبة كبيرة. وهذا المرض يصيب الإنسان عن طريق مراحل ثلاثة:

 مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: جفاف الجزء العلوي من شرايين الرئة.
  • المرحلة الثانية: يبدأ هذا التجمد والجفاف في الانتشار تدريجيا حتى يصل إلى حويصلات الرئة، وفي كل مرة تقل قابلية إيصاله السريع للهواء.
  • المرحلة الثالثة: ينتشر هذا المرض داخل الحويصلات التي تكون على شكل أكياس صغيرة تحمل الهواء فتصبح غير قادرة على الانتفاخ والاستفراغ فتجمد وتتصلب كذلك، وإذا وصل المرض إلى تصلب الحويصلات الرئوية  فإن المريض غالبا ما يلقى حذفه إثر هذا المرض.

المرض الرابع: مرض الاختناق المفاجئ

هذا المرض خطره كبير جدا لأنه يأتي دون إنذار قبلي نتيجة إجهاد عصبي أو تعب عضلي، أو قد يكون اضطرابا في الأجهزة التنفسية ذاتها، هذا المرض غالبا ما ينتج عن ميكروب يحمل هذه الصفة، وهي مفاجئة الإنسان بالاختناق عكس الربو الذي يكون المريض على علم به، وقائم بالاستعداد لمواجهته كحمل الرشاشات الطبية وعدم بذل مجهود عضلي كبير.

  هذا الصنف من المرض كالسكتة القلبية المفاجئة حيث تتوقف الرئة لفترة ما بين ثانيتان إلى خمس ثوان عن امتصاص الهواء أو رده، بسبب ميكروب بدأ يعطل وظيفتها، وهذا التوقف المفاجئ قد يسبب اضطرابا في سائر أعضاء الإنسان، وخصوصا في القلب، والدورة الدموية التي تعتمد في دورانها على استمداد الأوكسجين، وطرح ثنائي أكسيد الكربون على الرئة.

 مراحل هذا المرض:

  1. بداية المرض، الذي يكون ناتجا عن ضعف رئوي أو عن فيروس دخل إلى الرئة، فيظهر تأثيره عند بذل الإنسان لجهد معين كالجري، أو القيام ببعض الرياضات لكن المريض يظن أنه تعب فقط وسيمر، ويبقى هذا الحال ملازما للمريض في كل مرة يتعب فيها تعبا كبيرا يشعر باختناق مؤقت قد لا يتعدى في المرحلة الأولى ثانيتان، ولكن مع بداية ضعف عمل الرئة قد تتطور المدة إلى أطول من ذلك.
  2. المرحلة الثانية: حيث يحصل هذا الاختناق للمريض في أوقات محددة في اليوم، وغالبا ما تكون عند الاستيقاظ من النوم، ودون بذله لأي جهد، وأي تعب. هنا تبدأ أعراض المرض بالظهور، وقد تصل المدة في هذه المرحلة إلى أربع ثوان.
  3. تضعف الرئة ضعفا كبيرا ويتكلد فيها الدم وتبدأ بالتخلي عن وظيفتها تدريجيا، وقد تصل مدة الاختناق هنا إلى سبعة ثوان فأكثر، حيث يصبح الشخص غير قادر على القيام بأي مجهود وأي حركة، يذهب إلى الطب في المرحلة الأخيرة، فيقولون له عليك القيام بعملية استدال الرئة أو انتظار قدر الله، لكن قد يعالج هذا المرض في مراحله الأولى، ولكن غالبا لا ينتبه له المرضى إلا في مراحله الأخيرة.

المرض الخامس: مرض الإصابة بفيروسات توقف عملية التنفس، وتعطل عمل القصبة الهوائية والرئة

المرض الخامس من أمراض الرئة والجهاز التنفسي مرض الإصابة بفيروسات توقف عملية التنفس، وتعطل عمل القصبة الهوائية والرئة، وهذه الفيروسات قد تكون متنوعة منها: فيروس الزكام، وداء السل، وغيرها، وكل هذه الفيروسات تعالج بطريقة واحدة، فمنها الخطير القاتل، ومنها متوسط الخطورة، ومنها ما لا خطر فيه.

    وتحدث عملية الإصابة بهذه الفيروسات إما عن طريق العدوى، أو عن طريق تنفس بعض المواد الخطيرة كالصباغات أو الشاربون أو غيرها، وهناك حالات استثنائية أن يتولد الفيروس من القصبة الهوائية للإنسان حيث تضعف إحدى شعيرات القصبة الهوائية وتسقط وتتحول مع الوقت إلى ميكروب، ومع الوقت قد تصل خطورته إلى خطورة الفيروسات القاتلة.

مراحل الإصابة بالفيروسات

  1. دخول الفيروس أو الجرثومة إلى الجهاز التنفسي للإنسان، حيث يستقر على شعيرات القصبة الهوائية، أو في مكان تخزين الهواء داخل الرئة.
  2. يبدأ هذا الفيروس بالتوالد ونشر تأثيراته السلبية على الجهاز التنفسي للإنسان وهنا يبدأ الشعور بأعراض المرض، من اضطراب في التنفس، واختناق مفاجئ، وشعور بضيق الرئة.
  3. وهي المرحلة الأخطر حيث يصل الفيروس إلى حالة التحكم في الجهاز التنفسي للإنسان فيعطل عملية دخول الهواء وخروجه بيسر، أما إذا وصل إلى داخل شرايين الرئة فقد يعتري الإنسان سعال شديد حتى تصبح عملية التنفس أمرا عسيرا على المريض.

4- الأمراض الشائعة التي تصيب الأمعاء

الأمعاء وظيفتها إكمال تحليل الطعام في جسد الإنسان وتحويله من مادة مفتتة إلى فيتامينات ومواد عضوية تضمن استمرار حياة الخلايا، ولكن هذا العضو قد يصاب بأمراض كثيرة، منها:

المرض الأول: الغازات المسببة للانتفاخ

كما تصاب المعدة بمرض الغازات تصاب به الأمعاء أيضا فيؤدي ذلك إلى انتفاخها وشعور المريض برغبة في التقيء بسبب هذا الغاز الذي يكون حائلا بين فتات الطعام، وبين الإفرازات المعوية التي تسهل عملية الهضم، ويحصل هذا المرض عن طريق ثلاث مراحل:

 مراحل هذا المرض:

  1. إفراز الغشاء الداخلي للأمعاء غازات قد تكون سامة وذلك بسبب احتكاكها بالطعام الضار، كما أن فتات الطعام قد يكون محملا بغازات المعدة فينتقل الضرر من المعدة إلى الأمعاء.
  2. انتفاخ الأمعاء وذلك بسبب التأثير السلبي للغازات المعوية التي تضاعف حجم المعي أكثر مما يجب أن يكون عليه، وخصوصا أثناء عملية الهضم.
  3. يؤدي ذلك التمطط الحاصل في الأمعاء بسبب الغازات المعوية إلى عدم اختلاط فتات الطعام بالأنزيمات المعوية اختلاطا كاملا، وبالتالي يعسر هضم تلك المواد، وقد يؤدي الأمر كذلك إلى ألم شديد في الأمعاء.

المرض الثاني: مرض انتشار الجراثيم والبكتيريا الضارة

   المرض الثاني من أمراض الأمعاء هو مرض انتشار الجراثيم والبكتيريا الضارة، يحصل نتيجة هذا المرض انتفاخ وألم شديد في الأمعاء، وفي الزائدة، ويظل هذا الألم مستمرا وخصوصا بعد الأكل، وقد يتطور الأمر إلى ضعف الأمعاء عن أداء وظيفتهم في الأمعاء لأن بكتيريا الأمعاء تمتص الأنزيمات المعوية، ويحصل هذا المرض عن طريق مراحل ثلاث:

 مراحل هذا المرض:

  1. تولد البكتيريا أو الجراثيم داخل أمعاء الإنسان، لتصبح معطلة لعملية الهضم.
  2. اشتداد الألم على المصاب بهذه البكتيريا المعوية، و غالبا ما تكون ناتجة عن الالتهاب أو عن البكتيريا المعدية التي تنتقل مع انتقال فتات الطعام إلى الأمعاء.
  3. انتفاخ الأمعاء وسيطرة الجراثيم والميكروبات عليها حيث يتضرر غشاؤها الداخلي وتتعسر عملية الهضم ليصبح الطعام بعد ذلك لا يهضم بسرعة، كما هي العادة، من خمس إلى ست ساعات، بل قد تصل مدة الهضم إلى ثمان ساعات فأكثر، وذلك خطير على صحة الإنسان.

المرض الثالث: اختلال توازن خلايا الإفرازات المعوية

الأمعاء يتممون عملية الهضم، ويمكن أن نقول أن الجزء الثاني من عملية الهضم يحصل في الأمعاء، حيث يتحول فتات الطعام إلى مواد عضوية، والعامل الرئيسي في هذا هو الإفرازات المعوية التي تساعد على تحويل الطعام، وبسبب امتلائها المتواصل بالأكل قد يختل توازن الخلايا التي تفرز هذه الحوامض والأنزيمات فإما تصبح الإفرازات قليلة لا تواكب عملية الهضم، وإما تصبح أكثر مما تحتاجه الأمعاء، فيتضرر الإنسان من كلا الحالتين، ويحصل هذا المرض عن طريق ثلاث مراحل:

 مراحل هذا المرض:

  1. اختلال توازن الخلايا المفرزة للأنزيمات والحوامض المعوية ليصبح إفرازها إما ناقصا أو مفرطا.
  2. يؤدي هذا الاختلال الحاصل في خلايا الإفرازات إما إلى عسر الهضم والإمساك مع جرح الجدار الداخلي للأمعاء إذا كان إفراز الأنزيمات ناقصا، وإما يتضرر الجدار الداخلي للأمعاء كاملا إذا كان الإفراز زائدا عن حده.
  3. وبالتالي تختل عملية هضم الأمعاء لينعكس أثر ذلك على الأمعاء في حد ذاتها حيث تتضرر تضررا كبيرا وينعكس على صحة الإنسان بشكل عام.

المرض الرابع: مرض التسمم الجرثومي

هذا مرض خطير جدا قد يؤدي إلى ثقب جدار الأمعاء، وإلى القيء المتواصل مع ارتفاع درجة حرارة الإنسان، ويتميز هذا المرض بدوامه لمدة طويلة حتى أنه قد يصير مزمنا، وكلما زادت مدة المرض زادت خطورته، وهذا المرض راجع لنوع الأكل الذي يتناوله الإنسان فإذا كان الأكل قديما أو مضرا فإنه ما يلبث إلى أن يتحول إلى جراثيم وسموم قاتلة تمزق أمعاء الإنسان من شدة الألم المتواصل، كما أن هذا المرض كذلك قد يؤدي إلى انتفاخ شديد يمنع الإنسان من تناول طعامه فترات طويلة، وإذا حاول الإنسان أن يتناول شيئا تقيأه بسرعة، ويحصل هذا المرض عبر مراحل.

 مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: عند وصول فتات الطعام إلى الأمعاء والتقائه بالإفرازات المعوية، فيتحول ذلك الفتات إلى مواد سامة وجراثيم قاتلة تتغذى على خلايا جدار الأمعاء.
  • المرحلة الثانية: عندما يشتد الألم في أمعاء المريض ويشعر بفقدان الشهية، ومع تطور الأمر يصبح غير قادر على تناول الطعام أبدا.
  • المرحلة الثالثة: تبدأ تلك الجراثيم والسموم في تعطيل عمل الأمعاء وإفرازاتها الهضمية، وتبدأ كذلك هذه الجراثيم  بالنخر في الجدار الداخلي للأمعاء، وإذا لم يعالج الأمر بسرعة قد يتم ثقب هذا الجدار ، وبالتالي يموت الإنسان.

المرض الخامس: مرض الديدان المعوية

المرض الخامس والأخير من مرض الأمعاء، وهو مرض وجود الكائنات الحية داخل الأمعاء كالديدان مثلا وغيرها.. هذا المرض ناتج عن كثرة الميكروبات والالتهابات في أمعاء الإنسان حيث تتجمع تلك الميكروبات مع الوقت وتتحد خلاياها لتشكل كائنا حيا داخل أمعاء الإنسان، وهذا الكائن الحي يتكاثر كذلك، ولكنه لا يتغذى على خلايا جدار الأمعاء كما تفعل الجراثيم، بل يتغذى على فتات الطعام الذي يوجد داخل الأمعاء، لهذا فهو أقل خطورة من مرض التسمم

أعراض هذا المرض:

وليست له تأثيرات جانبية على صحة الإنسان غير ألم البطن، وعدم وجود الشهية، وأحيانا عدم تحول فتات الطعام إلى مواد عضوية، حيث تلتهمها الكائنات الحية قبل تحولها، وبالتالي تضعف تغذية جسد الإنسان فلا تصله المواد العضوية التي تساعد في نموه وتقويته، غير أن هذا المرض يسبب الدوار كذلك للمصاب به.

 مراحل هذا المرض:

  1. تجمع بكتيريا الأمعاء، واتحاد خلاياها فيتكون كائن حي داخل الأمعاء، حيث يتغذى على فتات الطعام، وغالبا قبل تحويله إلى مواد عضوية.
  2. تكاثر هذه الكائنات الحية في أمعاء الإنسان مما يسبب له مغصا شديدا وألما في الأمعاء.
  3. بداية تأثير هذا المرض على صحة الإنسان حيث تعجز الأمعاء عن أداء وظيفتها ويشعر الإنسان بالدوار والتعب الدائمين، وذلك بسبب عدم وصول السكريات والدهنيات بنسب كافية إلى عقل الإنسان، وهذا التأثير الصحي قد يكون ثمنه غاليا جدا لأن المريض قد ينهار انهيارا عضليا وجسديا فيصبح غير قادر على أي عمل، فيشعر بالتعب دون قيامه بأي مجهود، فتضمر عضلات الجسم، وتضعف عظامه ، ويكون التأثير الأكبر على تركيز الإنسان وقدرته على التحليل والتفكير حيث يصبح عصبي المزاج غير قادر على بذل أي مجهود ولو كان فكريا.

 والحمد لله رب العالمين

الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي الحسني

 (حقوق النشر محفوظة)

الأمراض الروحية

الأمراض الروحية: تعريفها ومراحلها 


للروح تأثير كبير على كل أبعاد الإنسان ومكوناته لأنها هي الأصل في وجوده، وهي التي تصله بعالم الأرواح، كما أن وجود الإنسان وكيانه بشكل عام يعتمد بالدرجة الأولى على صفاء الروح واتصالها، وإذا تأذت الروح بشكل من الأشكال وأصبحت سقيمة فإن ذلك المرض يصل إلى جميع مكونات الإنسان الأخرى، لهذا نستطيع أن نقول أن أمراض الروح هي السبب الأول لجميع الأمراض الأخرى، كما أن أمراض الروح تنقسم إلى أمراض ظلمانية، ومرض نوراني، وهذا ما سنتحدث عنه بإذن الله تعالى.

المرض الأول: مرض الحسد

هذا مرض أصله من صفة الحسد في نفس الإنسان، فظلام الحسد ينتقل بشكل روحي شيطاني إلى المحسود، ويبقى متصلا بخيط ظلماني مع الحاسد، وغالبا ما يستقر ظلام الحسد فوق اللطيفة الصفراء مباشرة، فبذلك يدخل الظلام إلى الروح ويهيمن عليها كليا فيقيد حريتها ويمنع اتصالها مع عقل الإنسان وقلبه وجسده فيفقده سر الاتصال بوجوده، ويجعله كائنا غير مدرك لسبب وجوده على هذه الأرض، وغافلا عن العالم الآخر، الذي هو عالم الروح، فإذا منع الحسد اتصال الروح مع العقل فإن الإنسان يفقد القدرة على التفكر والتأمل في مظاهر الله عز وجل، وإذا منع الحسد اتصال الروح بالقلب فإن الإنسان يفقد ذلك الإحساس بالقرب والاتصال والمحبة والحميمية مع الله عز وجل، وتصبح مشاعره متوجهة كليا إلى الدنيا والخلق، وغافلة عن الله عز وجل.

المرض الثاني:  العين الشريرة

المرض الثاني من الأمراض الروحية وهو مرض العين الشريرة، هذا المرض يعاني منه أغلب الناس فهو ببساطة انتقال شحنات سلبية ظلمانية من عين الشخص إلى روح المريض، وتلك الشحنات الظلمانية تستقر على شكل عقدة حمراء ما بين اللطيفة الصفراء والخضراء، وبالضبط فوق عقدة الحسد.

هذه الشحنات الظلمانية تتسرب إلى الروح فيكون تأثرها السلبي على المريض هو  قطع أسباب الرزق، وتعكيس حياة الإنسان، وغالبا ما تسبب أضرار ظلمانية تنتقل من الروح إلى الجسد.

وهذه الشحنات الظلمانية يرسلها الشخص إلى من نظر إليه إذا كانت في نظرته إعجاب بشيء ما يملكه المنظور إليه، أو إذا كانت نظرة حب امتلاك، وخصوصا أن هذه النظرة يكون دافعها شيطاني، فينتقل ظلام الشيطان من شخص إلى شخص، وتبقى تأثيرات العين مستمرة، ومتواصلة في كل مرة يتجدد تأثيرها حتى تصل إلى جميع مكونات الإنسان.

المرض الثالث: السحر

ونرجع إلى السحر الذي يكون محفزا مباشرا لعملية اختراق الشياطين للإنس  ولا يمتلك القدرة على هذا المحفز إلا من كان مخترقا بداية فيسلى بلعبة هذا التحكم الزائف الذي هو في أصله تحكم الشياطين حتى ينتهي الشياطين من سلب أملاك روحه وأسرارها، ويكون السحر ثلاثة أنوع:

  1. سحر تشتيت الشمل.
  2. سحر تضييق الرزق.
  3. سحر الأسقام.

1- سحر تشتيت الشمل

يُعْنَى بأن يُرْسِل صاحبه تلك القدرة السحرية شيطانا يقف بين الشخص وعلاقته الأسرية أو العائلية أو الزوجية وذلك قصد تنغيص الحياة عليه، ومنعه من تحقيق المطلوب وهو القرب من الله تعالى ، فيشغله بتلك الترهات حتى يأتي أوان مغادرته للحياة الدنيا وهو لم يحقق شيئا مما كان عليه تحقيقه، ومن أعراض هذا النوع من السحر هي العصبية الكثيرة في الشخص، وانتشار المشاكل، والقواطع الأسرية، وكثرة الطلاق، ومن أعراضه أيضا: قلة النوم، والألم الشديد في الرأس، وإعطاء الشخص المقصود بالسحر وجهين اثنين، فإذا كان مع الناس كان بوجه ظلماني شيطاني يكرهه كل من يراه فيؤثر على محيطه وعلى أسرته ليغلف ذلك الظلام المنبعث منه أبصاره وبصائره فينظر إليه بالبغض والكراهية والانتقاص، فإذا صار لوحده وجد أنه بالوجه الثاني وهو وجهه الحقيقي الذي لايضمر شرا للخلق طيب لأصله يتمنى أن لو يزول ذلك الوجه الثاني منه الذي لا يستطيع التحكم فيه ولا يعلم من أين يأتيه فيجعل تصرفاته مغايرة لما يضمر في باطنه، وهذا نوع خطير جدا لأنه ينتهي بالشخص إلى الانتحار أو الهجرة وأحيانا إلى القتل لأن الإنسان بطبعه خلق اجتماعيا لا يمكنه العيش دون علاقات أسرية وزوجية واجتماعية بشكل عام.

2- سحر تضييق الرزق

إذا سُحِر لأحدهم بهذا السحر فإنه يُرْسَل إليه شيطان مأذون بالامتزاج بطينيته يغلفه فيصير ستارا بينه وبين النعمة يشاركه في الأموال والأولاد، فيصبح الشخص المعني بالأمر لا يرى أملا له في العيش.

أعراض هذا النوع من السحر:

  • من أكبر أنواع أعراض هذا السحر هو أن يفقد الشخص أمله في إنجاح أي مشروع من مشاريعه حتى يظن أن أبواب الرزق قد انغلقت أمامه فيذوق مرارة العيش لا ينعم برزق إلا وعُذِّب به.
  • ومن علامات ذلك أيضا أنه ولو كثر رزقه يقل فلا يشعر به حتى يجد أنه قد انتهى، وهذا النوع من السحر لا يعكس في الرزق فقط، وإنما يعكس في مصادره كذلك فتجد الشخص لا يستقر في عمله، إذا ما دخل إلى عمل غادره في الثلاثة أيام الأولى دون شعور ولا قصد حتى يجد نفسه قد خرج منه وأغلقت أمامه باب من أبواب الرزق.
  • ومن علاماته أيضا أنه يمنع أي علاقة بين الأشخاص فيها انتفاع مادي، ومنها الشريك في شركته مع شريكه فإن ذلك السحر لا ينجح له مشروعا ولا لشريكه كذلك، ومنها أيضا الزواج، فإن هذا السحر يعكسه ويمنعه كذلك.

3- سحر الأسقام

وهذا أخطر نوع لأنه قد يؤدي إلى القتل وإلى العذاب، حيث إن الشخص المعطاة له هذه القدرة إذا كتب سحرا من هذا النوع وأرسله إلى الشخص المقصود أرسل معه شيطانا مأذونا في الامتزاج بذاته ليخربها من الداخل والخارج كيف يريد.

ومن أعراضه هذا النوع من السحر:

 له تأثيرات داخلية وخارجية:

  • تأثيرات داخلية:
  • ضعف أجهزة ذاته، وضعف مناعته، وإبطال قوة صحته، وذلك بتسرب الظلام إلى طينيته، وهذا الشيطان المرسل لا يكون عائقا بينه وبين غيره، أي خارجي كالسحر الأول، ولا يكون متلبسا بظاهر ذاته كالسحر الثاني، وإنما يدخل إلى باطن ذاته ويستقر فيها فإذا استقر الظلام الناري في الطين أكثر من خمسة أيام دون دخول أو خروج لتلك الطاقة النارية، فإن الجسد تتعفن طينيته بذلك الظلام، ويمرض ظاهره فيجد أنه كثير الأسقام، ذاته لا تكاد تبرأ من مرض حتى يتبعه مرض غيره، وذلك ناتج عن تعفن طينيته بسبب استقرار الظلام فيها، وهذا أشد أنواع السحر فتكا ببني البشر فتنتقل الأمراض من أسقام عابرة إلى أمراض مزمنة تؤدي بحياته.

ومن أعراض هذا الصنف من السحر: أن صاحبه لا يجد في ذاته بركة، بل يجد فيها سُقما دائما وعلة يزداد خطرها، وتأثيرها يوما بعد يوم،  وكذلك انعدام الراحة ، فتجده يشعر بالتعب في ذاته، ولو نام ما نام أو ذهب أينما ذهب ، فتجد ذاته لا تذوق طعما للراحة حتى ينعكس ذلك على باطن نفسه بالقلق الدائم والتوتر المؤدي إلى الاكتئاب لأن الشيطان هنا يخرب ذاته من الداخل والخارج، فهذه الداخلية.

  • أما التأثيرات الخارجية:

كثرة الحوادث المذهبة بصحة الإنسان كحوادث السير وغير ذلك من أخطاء في استعمال الأدوات الحادة، وأحيانا يدخل الشخص المعني في أسوار بيته فيتأذى منها أذى بليغا دون أن يراها، فذلك راجع إلى تغليف الظلام لعينه، ويدفع به ذلك الظلام إلى الشر حيث ما كان، وذلك بغرض إتلاف صحته، والتحكم في مصيره وفي مصير ذلك الذي يعبث بهذه الطاقات الظلمانية.

المرض الرابع: المس الشيطاني أو الامتلاك الجني

غالبا ما يحصل المس أو الامتلاك نتيجة تطور تلك الأمراض الثلاثة من سحر وعين وحسد، وقد يحصل هذا المرض نتيجة خمسة أشياء، وهي:

الخوف الشديد، أو الشهوة الحرام، أو الظلمة الحالكة، أو وطء أماكن الجن في منتصف الليل، أو البقاء على جنابة لأكثر من ثلاثة أيام.

مراحل هذا المرض

  1. دخول الظلام إلى روح الإنسان بفعل أحد تلك الأسباب التي ذكرناها، وبهذا تقل نورانية الروح وتصبح مصيدة سهلة للجن والشياطين.
  2. تلبس الجن والشياطين للروح برداء ظلماني يجعلها منفصلة عن سائر المكونات، وخاضعة للشياطين إذا كان امتلاكا شيطانيا أما إذا كان جنيا فإن الجسد وحده يصبح خاضعا للجن ومنفصلا عن سائر المكونات الأخرى.
  3. تصرف الشياطين في الروح المملوكة، والجن في الجسد المملوك، فامتلاك الشياطين قد لا يظهر للمريض حيث يظن أنه غير مصاب بأي مرض، أما امتلاك الجن فإنه واضح وظاهر لأنه امتلاك في الجسد، والجسد يستطيع الإنسان المنفصل معرفة أحواله، أما الروح فلا يعرف أحوالها وأمراضها إلا المتصل بالله عز وجل.

المرض الخامس: مرض الجذب

مرض الجذب، أو ذوبان الروح في أنوار لا تطاق، وهذا المرض النوراني قد يحصل للسالك في أعلى المدارج، أو قد يحصل للإنسان قبل السلوك أو بعد السلوك، والأصح والأسلم أن يحصل له أثناء السلوك ولكن بصورة سليمة وليست مرضية.

ونفسر هذا المرض ببساطة فنقول أنه فقدان الباب التي تدخل منها الروح، وتخرج من الجسد، فيصبح الإنسان في بداية الجذب غير قادر على إثبات روحه في ذاته فالباب دوما منفتحة وإذا سمع كلمة أهاجت روحه فاشتعل نورها و لامس الجسد فخرجت الروح دون أي إذن من صاحبها، ومع هذه الصعقة النورانية التي تحصل للجسد وخروج الروح منه قد تحصل له أحوال كالصراخ مثلا، أو الإغماء، أو قد يحمل بجسده ويقذف في مكان آخر، وأحيانا عبر الحائط يقذف من غرفة إلى غرفة، وهذا يشكل له اختلالا في التوازن بين علاقة الروح بالجسد، فتصبح الروح متحكمة تحكما كليا في الجسد.

أما الجسد فيكون خاضعا لنورانية الروح، وهذا الاختلال الحاصل بينهما هو فقدان اللطائف الروحية التي تجعل علاقة الروح بالجسد، وعلاقة الجسد بالروح غير متوازنة، فالروح تدخل وتخرج متى ما تشاء، والجسد يكون معرضا في كل وقت لصعقات نورانية لا يتحملها من طرف الروح.

 والحمد لله رب العالمين


الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي الحسني

 (حقوق النشر محفوظة)

الأمراض العقلية

الأمراض العقلية: تعريفها ومراحلها 


العقل مكون أساسي من مكونات الإنسان، وهو الذي يتكلف بالتسيير المنطقي لسائر أمور الإنسان، ويعمل العقل عن طريق عدة ملكات منها: ملكة الحفظ والتي تساعد على تخزين المعلومات لفترة طويلة، وملكة الفهم تلك التي تسمح للإنسان بمعرفة واكتشاف المحيط الخارجي حوله، وملكة الحكمة وهي ملكة ربانية أودعها الله عز وجل في عقل الإنسان ليسير وفق منهج مستقيم ويصل إلى جوهر الأمور، وليس إلى ظاهرها فقط، ومنها: ملكة التأمل والتخيل، وهي تربط الإنسان بصور مظاهر وجود الله عز وجل، وتقرب الإنسان من ربه، ومنها ملكة التركيز تلك التي تتوجه إلى أمر واحد وتسعى جاهدة إلى فهمه والعمل عليه، ودون تركيز لا يمكن للإنسان تحقيق أي هدف وضعه في حياته، وهناك عدة ملكات أخرى يطول الله عند ذكرها.

     العقل أيضا مهدد بتخريب بعض هذه الملكات، ومهدد بأمراض فكرية أو تصورية أخرى لذا سنحاول بإذن الله دراسة أكبر الأمراض العقلية وتحليل طرق علاجها.

المرض الأول: الوسواس القهري

هذا مرض يعاني منه الكثير من الناس، ومجمله أنه يجعل كل مكونات الإنسان خاضعة لسيطرة العقل المرضي، وبما أن هذا المرض هو ظلام وهمي يحدق بالعقل، فيجعل العقل خاضعا له، ويجعل كل مكونات الإنسان خاضعة للعقل، يتمكن بذلك هذا المرض من السيطرة على المريض كليا، حيث تأتي الأوهام الظلمانية مثلا: بأفكار قد لا تكون صحيحة، ولكن العقل يخضع لها مبدئيا ويؤمن بها في معتقده، فيتسرب ظلام المرض إلى العقل، ولا يقف عند هذا الحد، بل يخضع جميع المكونات الأخرى لهذا المرض الخبيث، فلا يستطيع الإنسان بأي مكون من مكوناته محاربة هذا الوسواس أو الخاطر الظلماني.

مراحل هذا المرض:

  1. المرحلة الأولى: يخطر على العقل خاطر ظلماني ووسواس شيطاني فيصدق العقل بهذه الوساوس ليتسرب الظلام بعد ذلك إلى ملكات العقل، وإلى هنا لازال الأمر لم يتحول إلى مرض بعد، لأن الإنسان بإمكانه طرد هذا الظلام أو الفكرة التي دخلت إلى عقله فقط بتوجه قلبه أو بخواطر نفسه.
  2. المرحلة الثانية: يسري هذا الظلام من العقل إلى سائر مكونات الإنسان فيتشرب القلب والنفس والوعي الداخلي ظلام هذه الوسوسة لتصير بعد ذلك، وسوسة قهرية على مكونات الإنسان، وبالتالي على الإنسان كله، وقد سميت قهرية لأن الإنسان لا يستطيع طردها أو التحكم فيها إذا بلغ ظلامها إلى سائر المكونات، فيبقى خاضعا لهذه الوسوسة.
  3. المرحلة الثالثة: بعد أن تخضع كل مكونات الإنسان إلى تأثير هذه الوسوسة ويصبح المريض مصدقا تصديقا كليا بهذه الوسوسة تستيقظ ملكة من ملكات العقل، وهي التي حصنها الله عز وجل من أي اختراق ظلماني، وهي ضمير الإنسان الذي لا يخضع للظلام أبدا، وإذا سيطر عليه الظلام يطفأ كشمعة داخل كيان الإنسان، فبعد استيقاظ الضمير يحارب انتشار هذه الوسوسة القهرية داخل مكونات الإنسان، ومن هنا يبدأ الصراع الذي يبين خطورة هذا المرض، فلا يستطيع الضمير أبدا استرداد مكونات الإنسان، لكن مع ذلك يظل يحارب ظلام الوسوسة، وكذلك لا ينفك الظلام عن مكونات الإنسان، فيدخل المريض في حالة من الحيرة والتيه، وأحيانا من العذاب والألم، لأن ذلك الضمير النوراني بالإضافة إلى كلام الناس يظل دائما واقفا أمام سيطرة الظلام، والظلام إذا اختلط بالنور يُوَلِّدُ داخل الإنسان اضطرابا وعذابا وغير ذلك

المرض الثاني: شتات التركيز

المرض الثاني من الأمراض العقلية، وهو مرض تشتت التركيز، هذا المرض يعاني منه الكثير من الناس، إذا لم نقل كلهم، ويرجع ذلك لسببين:

  • التأثير الشيطاني: ويكون إما عن طريق سحر أو حسد أو عين أو مس.
  • ضعف ملكة التركيز داخل عقل الإنسان: لأن ملكات العقل لا تكون متكافئة مع جميع الخلق، فكل له قدراته العقلية، ولا يتساوى الخلق كلهم في ذلك.

من أعراض هذا المرض

  • أن تجد المريض شارد التفكير في جميع أحواله.
  • ولا تجد عنده مقصودا أو هدفا معينا يريد الوصول إليه.
  • وكذلك يكون وجوده عبثيا لا يبتغي غير المتعة والراحة.
  • كثرة الانشغالات الهامشية التي تشتت تركيز المريض في البداية ظاهريا، ولكن مع مرور الوقت يتحول تشتت التركيز إلى مرض عويص يصعب علاجه.

مراحل هذا المرض

  • المرحلة الأولى: هيمنة وسوسة التفكير في المعصية على ملكة التركيز في عقل الإنسان فتجعلها متوجهة إلى الظلام، ومع هذا التوجه يسري الظلام تدريجيا فتتعطل هذه الملكة.
  • المرحلة الثانية: انتشار الظلام من ملكة التركيز إلى سائر ملكات العقل وذلك بفعل عبثية الإنسان في وجوده.
  • المرحلة الثالثة: عدم قدرة الإنسان نهائيا على استعمال ملكة التركيز، وإذا حاول ذلك فإنه لا يتوفق، بل يجد نفسه شاردا في عدة أفكار، وعدة توهمات، ولا يستطيع أن يجمع فكره وتوجهه إلى مسألة واحدة.

المرض الثالـــث: السلـــــــب

، وهو مريض خطير جدا لأنه يعمل على إبطال عمل العقل كله مع سائر ملكاته وإمكانياته، ثم يحل مكانه في تسيير الإنسان كالنفس مثلا، أو الشيطان.

مراحل هذا المرض

  1. المرحلة الأولى: سلب وظيفة العقل بسبب كتابة سحر، أو غير ذلك من الأسباب، حتى إذا دام هذا الحال مدة طويلة صار الإنسان تقريبا غير عاقل، وغير قادر على استعمال أي ملكة من ملكات العقل,
  2. المرحلة الثانية: حلول مكون آخر  يعوض المكون المفقود ــــ وهو العقل ـــــ العقل هو الذي يُسَيِّر جسد الإنسان، وذلك عن طريق تسييره للقلب، وتسيير القلب للجسد بالجوارح؛ فإذا زالت وظيفة العقل أصبح باطن الإنسان محتاجا لمكون آخر يقوم بهذه السيادة فيتصدر أحد المكونات مكان العقل.
  3. المرحلة الثالثة:  اختلال توازن أفعال المريض حيث يصبح المريض تابعا للمكون الذي عوض العقل، فإذا كانت النفس يصير تابعا لشهواته ورغباته، والنفس فيها طبع طفولي قد يصير مهيمنا على الإنسان إذا أخذت وظيفة العقل، فيصبح المريض يتصرف تصرفات صبيانية وطفولية، وهو لا يدرك ذلك، ولا يستطيع إيقافه، وإذا سيطر القلب يصبح المريض تابعا لمشاعره وأحاسيسه، وإذا سيطر الشيطان يصبح الإنسان تابعا لأوامره، ومجتنبا لنواهيه، وهكذا..

المرض الرابع: فقدان الذاكرة بشكل مؤقت

المرض الرابع من الأمراض العقلية هو مرض فقدان الذاكرة بشكل مؤقت، هنا الحديث عن ملكة الحفظ، أو ملكة الذاكرة التي تخزن معلومات الإنسان؛ فإذا وقع خطب أدى إلى فقدان هذه الذاكرة بشكل مؤقت، إما بسبب سحر يجعل الإنسان يفقد ذاكرته فلا يعرف حتى نفسه بعض المرات، وإما لأسباب أخرى.

مراحل هذا المرض

ويسيطر هذا المرض على الإنسان عن طريق مرحلتين أساسيتين:

  • تسرب الظلام إلى ملكة الذاكرة فتفقد وظيفتها بشكل مؤقت ليصير المريض في حالة حيرة واضطراب عصبي وألم في الرأس، وذلك الظلام يؤذي الذاكرة فعلا، لأنه حتى وإن عادت له ذاكرته في أوقات أخرى فإنها تكون قد بدأت تتأثر بذلك الظلام وتنسى.
  • وصول التأثيرات الظلمانية من ملكة الذاكرة إلى المكونات الأخرى للإنسان من قلب ونفس ووعي داخلي، وإذا استمر هذا الحال طويلا فإن المريض قد يصاب بفقد الذاكرة بشكل مزمن، وهذا أخطر.

المرض الخامس: ضعف الذاكرة وعدم القدرة على الحفظ

بحيث إن المصاب بهذا المرض يصعب عليه حفظ أي شيء، وتذكره يكون أصعب، وهذا ضعف أو مرض في ملكة الحفظ لدى الإنسان هذه الملكة التي أودعها الله عز وجل في عقل الإنسان ليطلب بها العلم، ويتقرب بها إلى الله عز وجل.

مراحل هذا المرض

  1. المرحلة الأولى: سيطرة التأثيرات الظلمانية الخارجية على ملكة الحفظ داخل عقل الإنسان، وتعطيلها لفترات طويلة حيث يصبح المريض في هذه المرحلة غير قادر على تذكر ما فات أو على التمكن من الحفظ لوقت طويل لأن ذلك الظلام لا يلبث فترة قصيرة حتى يخرج كل نور أو علم دخل إلى تلك الملكة.
  2. المرحلة الثانية: انتشار ظلام التأثير الشيطاني من ملكة الحفظ إلى سائر ملكات العقل وخصوصا إلى ملكة الفهم والتركيز والمنطق، وانتشار الظلام كذلك داخل قلب المريض ونفسه، فيصبح القلب بعد ذلك غير قادر على استقبال النور، والنفس تصبح مظلمة وغير قادرة على التثبت وعلى استحضار الذكريات السابقة.
  3. المرحلة الثالثة: بلوغ الظلام إلى الوعي الداخلي وهنا يقتنع المريض بأنه لا يستطيع الحفظ أو التذكر نهائيا ولو حاول ما حاول، لأن الوعي الداخلي إذا خضع لتأثير الظلام المعطل لملكة الحفظ والتخزين فإنه يستقبل مبدأً جديدا من ذلك الظلام، وهو عدم قدرة المريض على التذكر والحفظ، ومن هنا يتوغل الظلام في الوعي الداخلي للإنسان وينعكس مرة أخرى على العقل، و على ملكة الحفظ، ولكن هذه المرة بصورة أقوىفيصبح المريض غير قادر على استقبال أو تخزين أي معلومة أو أي فكرة، وهذه حالة صعبة تحتاج إلى علاج سريع.

 والحمد لله رب العالمين


الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي الحسني

 (حقوق النشر محفوظة)

الأمراض النفسية

الأمراض النفسية: تعريفها ومراحلها 


للأمراض النفسية تأثير كبير على ذات الإنسان وروحه، كما أنها تكون سببا في الكثير من الأمراض العضوية، وأسباب هذه الأمراض في الغالب يكون راجع إلى المحيط الخارجي للإنسان وإلى طريقة نظره إليه، وقد تحصل هذه الأمراض بسبب صدمات نفسية يتعرض لها الإنسان في مسيرته الحياتية. لذلك فإن علاجها ليس موجودا في الطب الظاهري حتى الآن لأنها أمور باطنية لا تكشفها المعدات الطبية ولا تكشفها الافتراضات والظنون العقلية، وسنتحدث في هذا الجزء عن هذه الأمراض.

المرض الأول: انفصام الشخصية

هذا المرض ناتج عن واقع مظلم يراه الشخص بذاته، وقد لا يكون هذا الواقع حقيقيا فتتأثر نفسه بهذا ، ويُخْلَق فيها ظلام خارجي يفقدها التوازن، ويفقدها الفطرة الصحيحة التي فطرها عليها الله عز وجل. وهي فطرة الفجور والتقوى، والنور والظلام، لكن إذا خطر عليها خاطر ظلماني يغلب كفة الظلام على كفة النور، فتهتز شخصية الإنسان وتهتز معها طريقة نظره إلى الوجود، وطريقة تعامله معه، لتتأثر شخصيته بهذا، ويحدث في داخلها كسر يقسمها إلى قسمين:

وغالبا ما تتأثر الشخصية والتي هي جزء من الوعي الداخلي للإنسان عن طريق النفس أو العقل، ويؤدي هذا الكسر الحاصل فيها إلى فقدان الإنسان طبيعتها في التعامل مع نفسه، ومع المحيط الخارجي، وتسمى هذه الحالة التي يخرج فيها الإنسان عن شخصيته الطبيعية ب”حالة وهم الشخصية” لأن وهم الشخصية متولد من التأثير الظلماني الذي تعرض له الإنسان في مسيرة حياته.

مراحل هذا المرض:

  1. يحصل كسر في شخصية الإنسان ناتج عن تأثير خارجي ظلماني، فتتولد عنده شخصية ثانية أو ما يسمى بوهم الشخصية التي تتصرف وفق التأثيرات الخارجية، وليس وفق إرادة الإنسان ورغبته.
  2. يحدث انفصام في تعامل الإنسان، حيث تجده مرة بشخصيته الحقيقية، ومرة تجده يتصرف بوهم الشخصية، وكل هذا دون أن يغيب عن ذاته، أو يحدث له سلب منها، بل تجده مستشعرا لكل ما يدور حوله إلا أنه فقد سيطرته على وهم الشخصية.
  3. 3)    فيرى “وهم شخصيته” تتصرف دون أن يجد طريقا إلى كبح جماحها. لأن وهم الشخصية مسيرة من تأثيرات الصدمة التي تعرض لها الإنسان في حياته، أو من تأثيرات خارجية شيطانية، أو ربما من مرض نفسي في حد ذاته. وغالبا ما تجد تصرف وهم الشخصية تصرفا طفوليا حيث ترى المصاب بهذا المرض في حالته الوهمية يتصرف تصرفات طفولية، وصبيانية، وأحيانا تصرفات دون هدف واضح.

المرض الثاني: مرض السلبية والانطواء

حيث تجد الشخص منطوي على نفسه سلبي في طموحاته وقراراته وتصرفاته، لا يرى لنفسه مكانا في هذا الوجود، ويرى أنه عالة على كل من حوله، وبالطبع هذا المرض ناتج عن اليأس الذي يكسر صفة الطموح والإيجابية في نفسية الإنسان، وهذا المرض قد يكون حالة مؤقته، ولكن لا يلبث حتى يصير مرضا نفسيا مزمنا، يمنع الشخص من إكمال مساره في الحياة، ويجعله سلبيا في وجوده وغير قادر على اتخاذ أي قرار، وغالبا ما تجده يحب العزلة، ويكره أي عمل جماعي، أو طموحات يقصد الإنسان تحقيقها في وجوده، وغالبا ما يصيب هذا المرض فئة الشباب ليدمرهم نفسيا، ويجعلهم يتركون دراستهم، ويتركون عملهم، وينفردون بأنفسهم لا يريدون شيئا من الوجود، وهذا قد يأخذهم في طريق الانحراف، ويدفعهم إلى تعاطي الكحول والمخدرات وعدم الرغبة نهائيا في الإنتاج وإفادة النفس والغير، وهذا المرض النفسي يتولد كذلك عن طريق التأثير الخارجي كالسحر والشعوذة الذي يجعل الإنسان يوقف مسيرة حياته، أو عن طريق صدمة نفسية كبيرة كفشل كبير أو موت أحد الأقارب الذي يخلف أثرا كبيرا في النفس.                       

  ومن خطورة هذا المرض أن أصحابه لا يعيشون طويلا، وغالبا ما يوافيهم القدر فيلقون الله وهم في سن صغير جدا، وذلك بسبب فشل نفسيتهم، وعدم رغبتهم في إكمال الحياة نهائيا

مراحل هذا المرض:

  1. يتعرض فيها الإنسان لصدمة قوية أو لتأثير خارجي شيطاني يجعل ظلام اليأس والسلبية يتسرب إليه فيغلف نفسه بداية، ثم يغلف وعيه الداخلي، ليجعل الإنسان غير قادر على رؤية النور في هذا العالم.
  2. عندما يصل التأثير النفسي لعقل الإنسان ويقبله كمبدأ هناك يستسلم استسلاما كليا لهذا المرض ويفوضه زمام أمره، فيقتنع بهذه السلبية واليأس لتصير بعد ذلك مرضا داخليا لا يقدر الإنسان أن يتجاوزه بنفسه حتى لو أراد ذلك وعزم عليه.
  3. عندما يصل هذا اليأس إلى الوعي الداخلي للإنسان، فيصير بعد ذلك قائدا له ويفقد المريض أمله في المستقبل، بل ويفقد الرغبة في وجوده أصلا.

ومن أعراض هذا المرض:

  • كثرة البكاء والندب.
  • الانعزال عن الخلق.
  • طرح أسئلة مريبة مثلا: لماذا أنا موجود؟ وما كان يجب أن أعيش؟ الموت أصلح لي؟
  • عدم الكلام مع الخلق، وهذا ما يجعل الإنسان يرى نفسه وحيدا في هذا الكون الشاسع.
  • عدم الطموح لأي شيء.
  • تمني الموت.
  • انعزال الإنسان عن أي عمل أو شغل أو طلب علم، أو رغبة في استقرار مادي أو عاطفي. والإنسان خلق اجتماعيا بطبعه يحتاج إلى كل هذا من طموح وسعي لتحقيق النجاح، ورغبة في بناء عز ومجد، وتكوين أسرة، والتنعم بحياة رغيدة، ومن افتقد هذه الأشياء لا يلبث قليلا حتى يهدم كليا ولا يجد أي سبب لوجوده فيوافيه الأجل ويلقى الله عز وجل مقتولا بهذا المرض.

المرض الثالث: مرض الاكتئاب

وهذا مرض مستعصي جدا، ويصعب التعامل مع مرضى الاكتئاب، وخصوصا في بعض الحالات الحادة.

     أصل الاكتئاب هو عاطفة الحزن وتتحول إلى مرض إذا التقت بتأثيرات خارجية، فبالتعاون مع عاطفة الحزن، ومع التأثيرات الخارجية من صدمات وسحر وشياطين، وفقدان للممتلكات والأحبة، يتولد مرض الاكتئاب الذي يجعل الإنسان يرى الوجود بنظرة ظلمانية ويحكم عليه انطلاقا من ذاته، ومن تصوراته الوهمية والخاطئة، وهذا يجعل حدة الاكتئاب تزيد حتى تصل درجته إلى انعزال الإنسان عن العالم الخارجي، وقتل كل مشاعر النور والسعادة داخله، ونظره إلى الوجود بنظرة ظلمانية سلبية تجعله لا يرى خيرا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ونقول: إن المصاب بهذا المرض لا علاج له إلا عن طريق الباطن، أو عن طريق إحياء مشاعر الحب داخله.            

وحالة الاكتئاب هته هي سيطرة عاطفة الحزن على جميع العواطف الأخرى، فيصبح تعامل الإنسان مع نفسه وواقعه الخارجي تعاملا بعاطفة واحدة وهذا ما لا يطيقه الإنسان لأنه خلق متعودا على التقلبات النفسية والعاطفية، وإذا طال هذا المرض فإنه يؤدي إلى الانتحار أو محاولة إنهاء الحياة،

تأثيرات هذا المرض:

  • المستوى العاطفي: يقتل الاكتئاب كل المشاعر الإيجابية داخل الإنسان ويجعله خاضعا للحزن والآلام في كل أحواله.
  • على المستوى الاجتماعي: تتكسر العلاقات، فتتكسر علاقة المريض مع بقية الخلق، فيصبح مائلا نحو العزلة لا يثق في أحد، ولا يريد أحدا، وهذا يولد حزنا أكبر بفقدان السند، فالإنسان يحتاج دوما إلى سند، وشخص يقف إلى جانبه في حالة الحزن والألم.
  • على المستوى الذاتي: يهمل الإنسان نفسه، وينعزل عن التفكير في مخططاته المستقبلية التي سيطور بها ذاته، ويجعل منها كائنا منتجا وفعالا لنفسه وللمجتمع.
  • على المستوى الديني: تنقطع علاقة الإنسان مع ربه، ويفقد أي شعور وحميمية في الاتصال بالله عز وجل، ويفقد كذلك الرغبة والطلب في الوصول إليه.

      وبالتالي فإن الإنسان يتهدم كليا ومن جميع الجوانب، وأكثر من هذا يعيش  ألما داخليا لا يكاد يفارقه، فتجده لا ينام الليل، ولا يستيقظ النهار، وتجده منفلت الأعصاب يغضب بسرعة، ولا يرغب في التكلم مع أحد، ولا في رؤية أحد لأنه فقد كل مشاعره، وأحاسيسه الأخرى، وهذا يجعل تصرفاته غير محمودة، فقد يرتكب جريمة أو ما شابهها دون أن يشعر باي تأنيب ضمير.

المرض الرابع: مــــرض التوحـــــــد

وهو مرض التوحد هذا المرض الذي انتشر كثيرا في الآونة الأخيرة، وأصل انتشاره يبدأ من النفس، حيث يشعر المصاب به أنه غير محتاج لبقية الخلق، وهذه العاطفة النفسية تترجم على شكل مبدأ يقيني في الوعي الداخلي للإنسان فيصبح تصرفه وتأقلمه مع المحيط الخارجي عن طريق مبدأ الاستغناء عن الخلق.

وبعض أطباء النفس يحاولون علاج هذا المرض بالحوار فتجدهم يسألون المريض عن سبب ابتعاده عن الخلق ويشرحون له أهمية التعايش مع الخلق، ولكن هذا علاج غير نافع لأن مكونات الإنسان مملوكة ومؤمنة بمبدأ الاستغناء عن الخلق، وتغيير هذا المبدأ يجب أن ينطلق من الداخل أي عن طريق الوعي الداخلي للإنسان.

مراحل هذا المرض:

يمر تطور هذا المرض بثلاث مراحل:

  • المرحلة الأولى: مرحلة التأثير الدافع للإنسان إلى هذا الانعزال، إما يكون مرضا خلقيا، أو يكون صدمة نفسية فتجد الإنسان في هذه المرحلة فقد السيطرة على نفسه، وفقد ثقته بالخلق، وهذا ما يهز مبادئه الأولية من تعايش وتعاون وتناغم.
  • المرحلة الثانية: مرحلة العودة إلى الهدوء، لكن المريض يجد أن مبادئه وقناعاته الداخلية قد تغيرت وأنه قد فقد الرغبة في التعامل مع الخلق، أو مع المحيط الخارجي بشكل عام، فيشعر بالارتياح إذا جلس منفردا، ويشعر بالضغط والتوتر إذا اختلط مع الخلق.
  • المرحلة الثالثة: تصير هذه الحالة ملازمة للمريض وتستحكم فيه حتى يصير بعد ذلك، لا يطيق التعامل مع الخلق نهائيا حتى وإن حاول لا يستطيع، وهنا يدخل المريض في عزلته، ومع هذه العزلة يتشرب عقله أفكارا ظلمانية، وقلبه عواطف ظلمانية، فكلما زادت مدة عزلته زاد المرض تحكما فيه، حتى يجد نفسه بعد مدة قد صار مخربا نفسيا لا يملك زمام نفسه، ولا يستطيع أن يعود إلى حالته الطبيعية. هنا يبدأ كذلك شعوره بالنقص، وشعوره بأن عاملا أساسيا قد اختل في صلته بالموجودات، فتتبعثر مشاعره، ومبادئه، ليتيه بعد ذلك في عالم الوحدة، حتى يتطور الأمر إلى مرض أخطر، وهو السلب. و فقدان الملكات العقلية، والعواطف النفسية تجاه العالم الخارجي، وغالبا ما يكون المريض بالتوحد الحاد عالة على نفسه وأسرته، والمجتمع كله.

المرض الخامس: مرض الوهم/ الهوس

غالبا ما يصيب هذا المرض فئة الأطفال والشباب والكبار في السن أيضا، حيث يخيل للإنسان أمورا وتحركات وهمية تحدث أمامه فيظنها المريض حقيقة ولكنها فقط بضع أوهام، يبدأ هذا المرض من النفس، حيث يحصل خلل في تعامل النفس مع المحيط الخارجي، وغالبا ما يكون عن طريق صفة الخوف، فتجد المريض يخاف حتى من الذبابة إذا حطت عليه، ويتخيل لديه أنها ضارة وقاتلة وهكذا تضخم النفس الأوهام لتجعل منها مرضا نفسيا يصعب علاجه أو التحكم فيه، وهو ما يسمى حاليا في علم النفس بمرض: الهوس، ولكن تسميته الحقيقية هي الوهم الذي يضع غطاء على الحقيقة ويصورها للمريض بتصورات مضخمة، وخاطئة تؤثر بداية ، وبعد نفسه، على الوعي الداخلي الذي يصدق هذا الظلام الذي يلج غليه عن طريق النفس، ثم يؤثر بعد ذلك في صراع العواطف القلبية، وخصوصا في عاطفة الخوف والأمن، ليجعل هذا المرض تعامل المريض مع العالم الخارجي تعاملا وهميا ومغايرا لما عليه صورة الإنسان في حد ذاته، وصورة العالم الخارجي، ويتحكم هذا المرض في الإنسان عن طريق ثلاثة مراحل

مراحل هذا المرض:

  • المرحلة الأولى: التأثيرات الخارجية التي ترد بصورة مزدوجة على العقل والنفس في آن واحد، فتجعل بينهما ترابطا ظلمانيا، يفسر الأشياء ويدرسها، وينظر إليها نظرة مخالفة لما عليه واقع الحال.
  • المرحلة الثانية: يدخل وعي المريض بين هذا الترابط الظلماني الذي يجمع بين العقل عن طريق الوساوس، والنفس عن طريق التوهم، وسوء الحكم، وهنا تبدأ خطورة المرض حيث يصبح الوعي الداخلي للإنسان خاضعا لأمر النفس والعقل، ومصدقا بهذه المبادئ التي تخوف الإنسان من هيئات وصور العالم الخارجي.
  • المرحلة الثالثة: بعدما يصدق ويؤمن الوعي الداخلي للمريض بهذا الهوس النفسي، يصير الإنسان مملوكا تماما من طرف هذا المرض، ومحاصرا من جميع جوانبه حيث يدخل إلى عالم وهمي من فهم وإدراك العالم الخارجي من حوله، ثم يصبح المريض بعد ذلك يعيش في عالم آخر، ذلك ما يراه هو مع نفسه، ولكن ما يراه غيره، أن تصوره للعالم الخارجي صار مختلفا عن تصور غيره.
  • المرحلة الرابعة: وفي هذه المرحلة كذلك قد يؤثر هذا الهوس النفسي على الأشياء من حول المريض فتجده يرى ما يعتقده في هوسه، فإذا آمن بأن هناك مخلوقا يسكن في بيت مظلم فإنه يراه، وإذا آمن مثلا أنه إذا نظر في المرآة يرى وجها غير وجهه فإنه يرى ذلك، وهنا تكمن خطورة هذا المرض، فقد يسلب المريض من عالم الحس والمادة، ويدخل إلى عوالم روحية، ومنها عالم الجن والشياطين والمخلوقات الأخرى،

وهذه حالات نفسية يصعب إلى الآن تفسيرها في علم النفس، ويصعب علاجها كذلك، والسبب الرئيسي في هذا، هو أن علماء النفس أنفسهم لا يعرفون أن ما كان يعتقده المريض صار يراه عين اليقين، فهم يظنون فقط أنه يتخيل، ويتصور، وأنه يقول كلاما مناقضا للواقع، وهنا يكمن الإشكال، لهذا فإن علاج هذا المرض يكون بداية بدراسة حالة المريض، وفي أي مرحلة من المراحل هو، وهل تحول ما يعتقده إلى عين اليقين؟ أم ليس بعد؟

 والحمد لله رب العالمين


الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي الحسني

 (حقوق النشر محفوظة)