طريقة العلاج الصحيحة

طريقة العلاج الصحيحة 


هذه الطريقة تخالف كل الطرق التي سبق ذكرها، بل إنها فريدة العصر تجمع كل مشارب العلاج وتفرعاتها في أصل واحد، وهو أصل الروح، وأصل أصل الروح الذي هو النور المنبثق من نفخة الله عز وجل.

 وتقوم على ثلاث ركائز أساسية:

الركيزة الأولى: انبثاق بصيرة الروح

 لأن الراقي الذي يستند على هذه الطريقة النورانية في العلاج يجب أن تكون روحه مكشوفة متصلة بعالم الباطن، وليس بالضرورة عالم الجن والشياطين فقط، لأن هذا متوفر في الطرق السابقة، بل انبثاق البصيرة على مشاهدة ذات المريض بالمنظار الروحي فيغلق الراقي عينه، وينظر بروحه إلى المريض فيشخص حالته، ويرى أمراضه.

ومن علامة هذه الركيزة هي العلم الكامل للراقي بحالة المريض لأنه يكون مكشوفا عليه، وليس يسمع خطابات عنه كاذبة من الجن، كما هو الحال في الطرق السابقة، أي تقوم هذه الركيزة على اليقين التام غير المشبوه بغموض حول حالة المريض، وأمراضها، وأسقامها، وهذا اليقين لابد له من انبثاق بصيرة الروح ولا يمكن أن يكون بطرق أخرى غير هذه.

وانبثاق الروح يحتاج كذلك إلى إذن من شيخ حي يكون مالكًا لسر العلاج في روحه فيفيضه على غيره، فيفتح روحه على المنظور الباطني لحالة المريض.

الركيزة الثانية: هي السلطة الروحية

الراقي يجب أن تكون له سلطة على عالم الجن والشياطين، وسطوة على الأمراض الباطنية والظاهرية في حالة المريض، وهذه السلطة يجب أن تكون منبثقة من سر الإذن الذي وقر في روحه عن طريق شيخه، فيكون بنفسه متحكما في هذه العوالم يملك السلطة عليها وليس العكس ، كما ذكرنا في الطرق السابقة التي تعتمد على سلطة الجن على الراقي والمعالَج معًا واللذان يكونان تحت سلطة وسيطرة عالم الجن، بل إن الراقي الحقيقي هو الذي يمتلك هذه السلطة والسطوة على عوالم الباطن، فيأمر الجن فيطيعه وليس العكس. وله إمكانية إمساك الجن، وله إمكانية معرفة كلامه أهو صدق أم كذب،

وكذلك له سلطة على الأمراض حتى المستعصية منها على الطب، كأن يأمر أشد الأمراض تعقيدا التي تكون مختلطة بخلايا الذات بأن تموت فتموت تلك الخلايا، ويبرأ المريض من مرضه، وهكذا تكون حقيقة العلاج المستمدة من سر الإنسان الذي هو روحه، فالروح معدنها أقوى من كل معادن الكون، وطاقتها أقوى من طاقات الطبيعة جميعها، فالروح تحرق النارـ وتجفف الماء، وتحرك الريح، لأن سرها من نفخة الله عز وجل ، فلا يستطيع الجن بطاقتهم النارية التسلط عليه كما يتسلطون على طينية الجسد، ولا الشياطين بظلمانيتهم يستطيعون أن يُظَلِّموا رؤيتها لأن نورها أقوى من ظلام الشياطين، فيصبح الجن والشياطين يخافون من صاحب هذه الروح الذي تحقق بأصله.

الركيزة الثالثة: العلم

يمتزج النور مع العلم فيكملان العلاج بسر الروح؛ فالعلم يكون من أجل معرفة أمراض الشخص وتحليلها، ومعرفة آثارها ومخاطرها، والتمييز بين الروحي والذاتي والعقلي منها.

ومن أجل معرفة طريقة العلاج كذلك لأن الحق يبنى على العلم، والباطل يبنى على الجهل، وأغلب الرقاة الذين دخلوا هذا المجال بالجهل لا يستطيعون نفع البشرية شيئا، بل إنهم يضرونها أكثر لأنهم يستندون على غطاء زائف يتلاعب بهم، ويسيرهم ، فكيف لهم وهم على هذه الحال أن ينقذوا غيرهم؟


الشيخ د. عزيز الكبيطي إدريسي الحسني

(حقوق النشر محفوظة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *