المنهج النبوي – طريق الشكر 

المنهج النبوي – طريق الشكر 

قد نتساءل:


من نحن ؟

ما الذي يمكنه أن يسعدنا حقا ؟

كيف يمكننا التعرف على أنفسنا ومن خلقنا ومن قدوتنا ؟
(( “رب العزة جل جلاله / سيدنا رسول الله ﷺ” ))

لماذا خلقنا الله وما وظيفتنا في هذه الحياة ولماذا نعذب ولا نجد السعادة مهما حققنا من إنجازات وبلغنا من مراتب وحصلنا الدبلومات ومهما جمعنا من أموال وثروات.. ؟

كيف يمكننا التخلص من صراع العقل والقلب ؟ (كيف يمكننا اتباع ما يرضي الله عز وجل ورسوله ﷺوالتخلي عن شهوات النفس والهوى وإغواءات الشيطان.. ؟)

ما حقيقة ديننا الإسلام ؟ ما الذي يخفى علينا وينقصنا ؟ هل فقط بتلك العبادات والشعائر الجافة نتحقق بحقيقة الإسلام وأسراره ونتذوق حلاوته ؟ وكيف له أن يحققنا بالسلام الباطني النفسي أولا ثم بالسلام الخارجي ؟

كيف لنا أن نحب رسول الله ﷺ ونتبعه ونقتدي به ونحن لم نعش في زمانه ولم نراه ولم نعرفه ﷺ ؟

ضائع شباب الأمة الإسلامية في متاهة البحث عن الحرية والبحث عن السعادة وتكملة النقص الذي يستشعره في باطنه في طرق أبواب خاطئة مضللة واتباع قدوات زائفة ! يعيش فقدان للهوية الإسلامية ونكران للقدوة والأسوة التي خلقها الله لنا رحمة..

=> المنهج النبوي : الحل ومنهج الفلاح في الدنيا والأخرى؛ جاء بمنهج تطبيقي سلوكي يرجع الإنسان إلى أحسن تقويم ويصله بالله عز وجل ويحققه بالتنمية الذاتية والسعادة الباطنية الحقة في ربط كل مكونات ذاته [الجسد، العقل، القلب، النفس،الروح] بأصلها النوراني “الروح” بداية بالتزكية تطهيرا عن طريق الكف عن كل المحرمات التي ترتكب بالجوارح السبع التي تظلم القلب، ثم تنويرها باستخدامها في ما يرضي الله عزوجل وكما علمنا قدوتنا رسول الله ؛ ثم تزكية النفس والتخلي عن الشهوات وعن الآفات النفسية كالكبر وحب الذات.. ثم التخلق بأخلاق النبي من تواضع وقناعة ورضا ورحمة وحب الخير للغير.. ثم تزكية العقل وربطه بالله عز وجل في كل الأعمال والأوقات عبر مستويات تسع وكل هذه المراحل تصحب بذكر نوراني يساعد ويسهل مرارة هذه المجاهدة والتخلي عن شهوات النفس.. –> و هكذا تسقى الروح وتسقي كل مكونات الذات فيحيا الإنسان بالمحبة عن طريق شيخه المحمدي المأذون فيتعرف على ربه ورسوله ، ويتحقق بالمقصود الأعظم من الوجود وهو معرفة الله والاتصال به ونيل مرضاته، ويعيش حياة محمدية أحمدية، ويسلك مسلك الرحمة والمحبة والتسليم لا مسلك الطاعة والعبادات الجافة..

فهذا المنهج المبارك ما يحقق السعادة ويذيق نعيم الجنة في هذه الحياة الدنيا ويصل بالله عز وجل ويكمل النقص الذي يبحث عنه الإنسان في أشياء باطلة وكأنه يسعى وراء السراب.

والحمد لله رب العالمين..


المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية

فضيلة الشيخ الدكتور عزيز الكبيطي إدريسي الحسني